يقول الراحل ابراهيم الفقى عن الصراحة .. اذا خسرت شخصاً لأنك كنت صريحاً معه فأنت الرابح ، لأن العقول الصغيرة هي التي لا تستوعب الصراحة .. وهو المبدأ الذى تسير عليه الفنانة أميرة فتحى ، وتؤكد على صراحتها الشديدة التى قد تتسبب فى ” زعل ” مما حولها ولكنها تصر على ذلك وتؤكد أن الصراحة فى حد ذاتها افضل وأجمل ، ولكن في احيان كثيرة تؤلم من حولها ، وهو ما ينطبق على شخصيتها الجديدة ” سمر ” التى تعود بها الى شاشة السينما من خلال فيلم ” اولها حلو ” الذى يدور فى اطار رومانسي اجتماعى يناقش العديد من القضايا المرتبطة بالمرأه والراجل .
ترى أميرة انها استعادت نشاطها الفنى من خلال هذه الشخصية التى جذبتها من أول لحظة وتنتظر على احر من الجمر عرض الفيلم لترصد ردود الفعل من الجمهور والذى تعتبرة الترمومتر فى تقييم بعض الاعمال فى ظل انتشار السوشيال ميديا ، والتى كانت ترفضها ولا تستهويها الا انها قررت تدخل هذا العالم لمتابعة كل ما هو جديد من ايجابيات والابتعاد عن السلبيات .
ومؤخرا حصلت اميرة على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الامريكية حول تأثير الفن على المجتمع والفرد والتقينا بها لمعرفة المزيد عن هذه الدراسة واهم الاعمال التى تحضر لها حاليا ..
** لماذا اخترت دور الفن وتأثيرة على المجتمع ليكون محور رسالة الدكتوراة ؟
لان ” دى شغلتى ” وانا ممثلة والفن مرتبط بالثقافة فهما نسيج واحد ، ودور الفن هو ترقية المجتمع ، والدول التى تهتم بالفن نجدها من أكثر الدول جذبا للسياحة ، وله دور فى اقتصاد البلد ويحافظ على تراث المجتمع وهويتة الثقافية وغرس القيم والتواصل بين المجتمعات الاخرى ، كما يؤثر على احساس الانسان وتغيير القوانين وبث روح الوطنية .
** هل اعمال العنف والبلطجة فى الدراما مؤخرا لها دور فى عملية التوجيه ؟
بكل تأكيد لأن الفن رسالة ومتعة فى ذات الوقت ، واعمال البلطجة لها تأثير سلبى ، واختيار اعمال ترتقى بالمجتمع يجب أن تكون ادق لتتناسب مع عملية التوجيه .
** تجربتك السينمائية الجديدة ” اولها حلو ” كانت خطوة مبدئية للعودة من جديد فهل كان لك حسابات خاصة فى هذه العودة ؟
ضاحكة .. اولها حلو ويارب يكون اخرها حلو ..حساباتى أن يكون العمل مختلف ، والا اكرر فيه شخصيتى او اى من اعمالى السابقة ، وهو ما شجعنى مشاركة مجموعة متميزة من النجوم منهم الفنان حمزة العيلى والفنانة التونسية دارين حداد وسهام جلال، رانيا شاهين، وغيرهم من الفنانين الذين يقدمون فى العمل توليفة متميزة لاحداث سينمائية اتمنى أن تلقى استحسان الجميع ، ووجدت دوري مكتوب بالشكل الذى يرضينى وجذبني دور سمر لأنه مختلف وجريء .
** لكن فى الوقت الذى بدأت فيه استعادة نشاطك الفنى توقف العمل لأكثر من عامين ؟
فعلا للأسف الشديد كنا قد بدأنا التصوير بخطة معينة للانتهاء فى وقت محدد حتى يكون جاهز للعرض ، الا أن ظروف كورونا التى اجتاحت العالم أثرت على كل القطاعات ، وعلى رأسها صناعة السينما والدراما ، الى جانب سفر الفنانة دارين حداد الى تونس وتوقف حركة الطيران جعلتها فى معزل عنا ، فلم يكن امامنا سوى ايقاف التصوير والالتزام بكافة الاجراءات لحين عودة الحياة لطبيعتها مرة اخرى وهو ما حدث مؤخرا اننا استأنفنا التصوير وانهاء المشاهد المتبقية من الفيلم .
** وكيف وجدت شخصية سمر على الورق ؟
سمر شخصية صريحة وجريئة ، فهى فتاة تعمل مترجمة ايطاليه وتشبهنى فى كل تفاصيل حياتها ما عدأ جرأتها ، وهو ما جذبنى للعمل ، وحاولت التقرب منها اكتر برسم تفاصيل خاصة بعيدة عنى حتى لا يرى الجمهور شخصية أميرة فى الفيلم ، وبراهن على الفيلم بشكل عام لما يطرحه من قضايا.
** وهل تنطبق عليك صفة الصراحة فى الواقع ؟
انا صريحة لابعد الحدود وحقيقية جدا ” ومعرفش امثل على حد ” وكثيرون ” بيزعلوا منى ” بسبب صراحتى ولكنها بدون قصد ، ورفضت التقديم فى معهد فنون مسرحية بسبب الاختبار ، لانه يتطلب منى تقديم مشهد تمثيلى امام لجنة التحكيم ، وانا بطبعى ” معرفش امثل على احد ” ، لكننى اعشق الوقوف امام الكاميرا واخرج كل طاقتى الابداعية .
** تعودين ايضا بقوة على الساحة الغنائية بأغنية جديدة تحمل أسم “مبتعوضش” فأرى التنوع ما بين السينما والغناء ؟
عودتى للساحة الغنائية كمؤدية وليست مطربة فانا اعشق الغناء خاصة لو كانت الكلمات لها حاله خاصة تجذبنى اليها ، واسعى للبحث عن الكلمات التى تحمل الطابع الرومانسى الخفيف مثل اغنية ” مبتعوضش ” والتى وتعاونت فيها مع الشاعر حسن سراج والملحن محمود، واحب ان أؤكد انني لست مطربة بل مؤدية ، و لدي ثقة في موهبتي، وعندما قدمت أغنيتي الأولى “عقبال كل البنات” اشاد الكثيرون بصوتي، وأنا لا أدعي أنني مطربة لكنني أقدم ألحاناً خفيفة وفيها معانٍ تلمس المشاعر والأحاسيس.
** بعيدا عن جو البلاتوهات نرى على الجانب الاخر اميرة فتحى التى تحرص على ممارسة الرياضة بانتظام ؟
احاول استغل وقتى فى كل ما هو مفيد ، واثناء التصوير اقوم بتنظيم وقتى ما بين اللوكيشن وبين صالة الجيم ، لكى اتعلم مهارات تفيدني في عملي، واحببت اليوجا واتعلمها حاليا، وأمارس الرياضة للحفاظ على صحتي .
** كنت رافضة التواجد عبر السوشيال ميديا، لكنك حاليا نشيطة وتحرصين على التفاعل مع جمهورك من حين لاخر فما السبب ؟
انا كنت رافضة للتجاوزات التى تحدث على السوشيال ميديا ، وما تصدرة للمتابعين من اساءات لاشخاص وانتهاك حرمة الاخرين واستباحة خصوصياتهم على الملأ ، لكن أكتشف أهمية التواجد ، واصبح جمهور السوشيال دلوقتى بيفرض مين النجم على الساحة ، وانا نشيطة أكثر على تيك توك، لأنه لذيذ وبحب تعليقات الناس والفانز لدى محترمين، ومن يتجاوز أخرجه من حساباتي .
** لكنك كنت عرضة لمثل هذه التجاوزات من بعض الاشخاص فكيف قابلت ذلك ؟
من المحزن أن تتحول صورة لى اثناء ممارستى الرياضة الى حديث للستات ، ويتم نشرها فى اكثر من جروب والتحريض للاساءة الى ، ووجدت تحرش لفظي من السيدات وتهكم على الصورة اثناء الجيم بدرجة ارعبتنى وافزعتنى ، واكتشفت ان الستات هم المتحرشين ومن وجهة نظرى انهم اصعب من الرجالة .
** منذ عام 2017 وانتى بعيدة ايضا عن الدراما بعد مسلسل ” السرايا ” ؟
فى الحقيقة لم تعرض على الاعمال التى ترضينى ، فكل ما قرأته لم اجدة قريب منى او سيضيف لى شيئا ، خاصة أننى أعشق السينما وهى فى مقدمة اهتماماتى دائما .
** هل فترة الغياب والابتعاد عن الساحة قد تؤثر على نجومية الفنان ؟
الفنان بيتأثر خاصة اذا كان بيحب السينما ، وبالنسبة لى لازم اكون ” حابة الدور ومصدقاه ” ولا اقيس فترة الابتعاد بهذا الشكل ، ممكن اقعد فى البيت سنة واتنين فى حالة عدم وجود الورق الجيد ، ويهمنى طبعا انى اشتغل واكون متواجدة على الساحة لكن لايفرق معى الوقت .
** لماذا دائما تصرين على التواجد من خلال السينما بعيدا عن الشاشة الفضية ؟
انا بعشق السينما من زمان ، فلها حالة ورونق خاص ، لأن الفيلم بيفضل طول العمر لكن المسلسل بيتشاف مرة او اثنين.
** يقاس نجاح الاعمال السينمائية دائما بتحقيق الايرادات فما رأيك ؟
الايرادات معناها نجاح العمل ، وتذاكر الشباك دليل على الاقبال الجماهيرى ، واتمنى يكون فيه ايرادات ترضى كل صناع السينما اضافة الى ذلك يهمنى ايضا القيمة الفنية للموضوع الذى نقدمة ونطرحة من خلال العمل .
** على الرغم من مشاركتك الفنان حكيم كليب ” افرض ” منذ عدة سنوات الا انك معروفة عند جمهورك بفتاة حكيم فهل من الممكن ان تكررى هذه التجربة مرة اخرى ؟
ضاحكة .. وما زلت حتى الان وكثيرون ينادونى بفتاة حكيم ، وكنت سعيدة جدا بهذه المشاركة لانها اثبتت انى فنانة شاملة وكانت انطلاقتى للنجومية ، ولن امانع فى تكرارها مرة اخرى .
** كيف ترين تجاربك المسرحية ولماذا انت بعيدة بعد مسرحية السفيرة عزيزة ؟
اعتز جدا بتجاربى التي قدمتها في المسرح، واعتبرها إضافة لمشوارى الفني ، وليس لدي مشكلة في تقديم عروض مسرحية سواء في مسرح الدولة أو المسرح الخاص ، وحاليا المسرح بدأ ” يشم نفسه ” وتخرج اعمال مسرحية فى القطاعين الخاص والعام ، وكان لى سابقة اعمال مع الفنان الراحل سمير غانم فى القطاع الخاص وكنت سعيدة بهذه المشاركة .
