ليتهُ لمْ يكنْ . لا ليكنْ . .! !

بقلم : محمد سعد عبداللطيف

التغييرُ سمةَ الحياةِ ، وعدمَ التغييرِ يعني الركودُ أوْ الموتِ ، لا شيءً يبقى على حالهِ ، لا الظلمُ ولا الاستبدادُ ولا الأنظمةُ القمعيةُ أوْ الديكتاتوريةِ ولا المناصبُ ، فهيَ إنْ لمْ تسقطْ بثورةٍ ، فستسقطُ في حربٍ ، أوْ في أزمةٍ اقتصاديةٍ ، أوْ بهيمنةِ تياراتٍ أخرى عليها … لا شيءً باقٍ على ما هوَ عليهِ ، ما حدثَ منذُ ” ينايرَ 2011 ” في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا منْ نفحاتِ أملٍ بأنَ التغييرَ يأتي منْ الشعبِ ذاتهِ ، أملاً في المزيدِ منْ الديمقراطيةِ والحرياتِ وحقوقِ الإنسانِ والارتقاءِ بالإنسانِ وتحسينِ معيشتهِ ، هذهِ كلها كانتْ الهواجسُ التي دفعتْ بالملايينِ في دولِ الربيعِ العربيِ إلى الشوارعِ ، بصدورِ عاريةٍ ، واقفينَ أمامَ الدباباتِ وأجهزةِ القمعِ ، مؤمنينَ بما ينادونَ بهِ …؟ !

ماتَ الكثيرَ حتى اليومَ ، خصوصاً في البلدانِ التي تحولتْ فيها الثورةُ إلى صراعٍ مسلحٍ معَ أنظمةٍ قمعيةٍ ، وميليشياتٍ منْ جيوشٍ مستوردةٍ منْ المرتزقةِ أوْ حركاتٍ إسلاميةٍ متطرفةٍ ، إباداتٌ جماعيةٌ ومجازرُ ، قصفٌ لا يزالُ ونحنُ نكتبُ هذهِ السطورِ مستمراً

 في العديدِ منْ المناطقِ

. ليتهُ لمْ يكنْ . . . لا ليكنْ . . .!! فهكذا نجربُ كيفَ أنَ ثمنَ الحريةِ غالٍ . ليكنْ كيٌ لا تذهبُ كلَ هذهِ الدماءِ التي سالتْ هدرا ، كيْ لا يذهبُ كلُ هذا الدمارِ هدرا ، كيْ لا تذهبُ هذهِ المعاناةِ والتهجيرِ والقسوةِ والألمِ هدرا . . . حتى تبلغَ هذهِ الشعوبِ غايتها ، الحريةُ والإنسانُ . . . ليكنْ . لا تحكموا على الربيعِ العربيِ بعدَ مرورِ سنواتٍ . فالتخلصُ التامُ منْ أنظمةٍ ديكتاتوريةٍ احتكرتْ السلطةُ لعقودٍ زمنيةٍ طويلةٍ معَ احتضانها تياراتٍ إسلاميةً لاستخدامها كفزاعةٍ يحتاجُ إلى سنواتٍ طويلةٍ . ولكنَ البدايةَ كانتْ حتميةً والطريقُ نحوَ العدلِ والوعيِ والكرامةِ العربيةِ طويلٌ . الثورةُ الأمُ الفرنسيةُ حكمتْ بعدَ 70 عاما وثوارتْ التغييرِ في دولٍ كثيرةٍ حكمتْ بعدَ عشراتِ السنواتِ مثلاً ما حدثَ في رومانيا . . . وبعدٌ ثورةِ ينايرَ مباشرةً . تقدمتْ بطلبِ تظلمٍ للسيدِ / وزيرُ الخارجيةِ المصريِ وتمتْ المقابلةُ معَ السيدِ / السفيرُ نبيلٌ حليمْ مساعدَ الوزيرِ ودارَ الحديثُ بيننا . . . ولمَ أنسْ ما قالهُ لي أنَ الثورةَ لمْ تحكمْ بعدُ حتى يزولَ سببُ تظلمكَ . . . ولكنْ بعدَ الثورةِ في مصرَ خلقَ جيلٍ عاجزٍ عنْ فهمِ المرحلةِ وغيرُ قادرينَ على تولي المسؤوليةِ في قيادةِ المناصبِ والتغييرِ وأصبحتْ أياديهمْ مرتعشةً في تغييرِ البيروقيراطية في النظامِ الإداريِ تجدهمْ يلعبونَ أدوارُ الكومبارس علي حسابِ الأخريينِ ، وظهرتْ طبقةٌ في الأحياءِ الشعبيةِ والمناطقِ الريفيةِ يبحثونَ عنْ أدوارِ لهمْ منْ التسولِ المشروعِ في مجالاتِ المجتمعِ المدنيِ والأعمالِ الخيريةِ أبواب للرزقِ في غيابِ الدورِ الرقابيِ للدولةِ واستغلالِ الأميةِ والجهلِ باللعبِ على الجانبِ الدينيِ وللأسفِ طابورُ المنافقينَ ساعدهمْ على ذلكَ في انتشارُ شبكاتِ التواصلِ الاجتماعيِ منْ انتشارِ ظاهرةِ النفاقِ الاجتماعيِ . لذلكَ تجدُ كثيراً منْ المثقفينَ والنخبِ بدأتْ تختفي منْ المشهدِ أولاً – كثيرُ منهمْ احترمَ نفسهُ وثقافتهُ ويرتقي إلى الفضيلةِ ورفضَ التنازلُ عنْ بعضِ الصفاتِ للحفاظِ على كرامتهِ منْ انتشارِ الشعبويةِ الجارفةِ في المجتمعِ ، تعلمنا في التاريخِ الاجتماعيِ الأسبابَ والنتائجَ لأيِ ثورةٍ ولكنْ كانَ منْ نتائجِ ثورةِ ينايرَ ظهورَ طبقةٍ منْ ” لصوصٍ ولكنَ ظرفاء ” . . . ! !

” محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ” كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ “

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *