الدكتور أشرف عطية.. يكتب / السلوك الإجتماعي وتقدم الامم
بقلم / الدكتور أشرف عطية رئيس مجلس إدارة مجموعة أوميجا جيت
تمر مصر في الوقت الراهن بكثير من الاحداث والاجراءات والقضايا العامة والتي أحدثت اختلافا في وجهات النظر لفريقين ، فريق منهم مؤيد لتلك الاحداث والآخر معارض ولكل منهما مبرراته وأسانيده التي تجعله يتمسك برأيه ووجهة نظره.
والحكم على الأمور والقضايا والأحداث العامة يجب ان لايكون حكما عبثيا ، حيث لافائدة منه في الاصلاح أو التجديد او البناء من أجل التقدم والنمو والازدهار للدولة ، والنقد البناء ووجهة النظر لابد وأن تكون مرتكزة على منهجية ورؤية صحيحة وقواعد منطقية وواقعية تأخذ بعين الاعتبار الأخلاق والحق والعدالة الاجتماعية دون التحيز لفكر ايديولوجي أو فئوي او مؤسسي او نظام يحكم بل لابد أن تكون الرؤية للوطن أولا .
ويجب ان تكون وجهة النظر والرؤية والتأييد أو الرفض والمعارضة لأي حدث او سلوك عام يخص النظام او المجتمع او الأفراد يرتكز على تفهم الامور لحقيقتها وتصورها بعيدا عن الهوى النفسي وفلسفة العقل وتفسير هذه السلوكيات على انها قطعية أم ظنية .
ويلعب الاعلام المرئي والمقروء ووسائل التواصل الاجتماعي والخطاب الديني والتعليم الدور الكبير في تحسين السلوك الفردي والاجتماعي بنشر الفضيلة والنافع للفرد والمجتمع ومؤسسات الدولة . كما أن رجال الدين لهم دور كبير في الدعوة لكل فئات المجتمع على السلوك القويم، فالفرد والمجتمع ومؤسسات الدولة شركاء في بناء هذا الوطن على مباديء الحق والعدل وسمو الاخلاق في التعاملات البينية داخل المجتمع وتعامل مؤسسات الدولة والنظام مع المجتمع والعكس .
وعلى الدولة الضرب بيد من حديد على الفساد والمنكر والفجور والظلم لأن القيم الاخلاقية إذا انهارت هلكت الامم وضاعت الحضارة والتاريخ . كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس من الترف والرفاهية بل هو منهج لتقويم الفرد والمجتمع والامة .
ويكون النهي عن المنكرات وتغييرها وفقا لسياق الشرع والقانون من طرف الدولة والمجتمع المدني والسلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية واجب وفرض عين من أجل إعادة التوازن والتقويم السلوكي للفرد والمجتمع .
وفي كثير من الاحيان يصل بعض الأفراد المتدينين الى التطرف في فهم الدين وممارساته نتيجة لما يحدث من أمور مخالفة للشرع والأخلاق والتي يتم تأييدها من قبل بعض الأفراد في المجتمع ونبذهم والتضييق عليهم واستفزازهم مما قد يعود بالفوضى والضرر على المجتمع والدولة من هؤلاء.
فالمعالجة الامنية لهذه الامور تكون نتائجها في الغالب عكسية أما الاختيار التشاركي والحوار المجتمعي والتوجيه الاعلامي الرشيد العقلاني والخطاب الديني والتعليم الجيد والعدالة الاجتماعية ، أساليب لها أكبر الاثر في تصحيح المسار والسلوك لهذه الفئة ولكل فئات المجتمع .
وانتاج الكلمة الدعوية التي تحض على الاخلاق والسلوك القويم والعدل والحق للمجتمع والدولة تصنع الاثر العظيم والتقويم الشامل والذي يبقى في النفوس ويحرك الشعب نحو الفضيلة والعمل على رفعة هذا الوطن لطالما شعر المواطن بالعدل والحق والكرامة دون تمييز لفئة أو قطاع مؤسسي اضافة الى الشفافية والمساواة في الفرص الوظيفية والدخل .
والجدير بالذكر أن استيعاب واحتواء كل شرائح المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية من قبل الدولة ومؤسساتها يحقق الرضا النفسي للفرد والمجتمع ويقضي على حالة الانشقاق والشماتة التي أضحت بين فئات المجتمع لمؤيد ومعارض .
خالص تحياتي وتقديري
د / أشرف عطيه