ضوء الدكتورة انيسة فخرو أسئلة وإجابات

كتب / زهير بن جمعه الغزال

تم توجيه مجموعة من الاسئلة لي من احدى المحطات الإذاعية،
وكان السؤال الاول ما هو هدفك من تدوين الحكايات والامثال؟ وجوابي: ان هدفي الاول والاخير هو المحافظة على تراثنا العريق في ظل المتغيرات السريعة الديمغرافية والاجتماعية والثقافية لمجتمعنا في الخليج العربي عامة والبحرين خاصة، وبسبب التطورات التكنولوجية الرهيبة التي جعلت الصغير والكبير ينسى الكتاب والقراءة، وبسبب استبدال لغتنا العربية بلغات اجنبية في المدارس.
ودائما أكرر ان المسئولية في المحافظة على تراثنا ولغتنا تقع على الاضلاع الرئيسة الثلاث: الأسرة والمدرسة والاعلام.
اما السؤال الثاني فهو عن
اسباب ضمور وانحسار الحكاية الشعبية، وجوابي بأن الحكاية كانت تحكى قبل النوم عادة كنوع من الترفيه والتسلية للأطفال والكبار ، بسبب عدم وجود الكهرباء وكان الخيال في الظلام يشطح محلقا مع النجوم المتلالئة في السماء، وما ان دخلت الكهرباء في الثلاثينات الى البيوت وانارت الشوارع حتى اصبح الظلام نورا، ثم
كان للمذياع في بداية الخمسينات دورا في سماع القصص والأخبار منه، ثم شكل فارقا واضحا دخول التلفزيون الى البيوت، فأصبحت التسلية الاولى مشاهدة الافلام والبرامج وسماع الحكايات من ذلك الحديد السحري.
وتلاها منذ الثمانينات حتى الآن وصل التطور التكنولوجي الرهيب الذي جعل الهاتف والايباد كالحاسوب والتلفزيون بل واكثر.
والسؤال الثالث عن التاثير الايجابي للحكاية على الاسرة عامة والطفل خاصة، واجابتي تتضمن ما يلي:
١-كانت الحكاية تلعب دور الارشاد التربوي والاجتماعي للاسرة ككل وليس للطفل وحده، لتثبت القيم والتقاليد والعادات الاجتماعية المطلوبة واستبعاد القيم غير المرغوبة. وعندما فتحت المدارس في نهاية العشرينيات اصبح التوجيه والارشاد التربوي والاجتماعي منظما وممنهجا للطفل.
٢- كان للحكاية دورا ايجابيا كبيرًا في زيادة الترابط الاجتماعي والعلاقات بين افراد الاسرة الممتدة، وبعد ان تحولت الاسرة الممتدة الى اسرة نووية ودخلت المرأة مجال العمل، ساهم ذلك بالتقليل من الترابط الاسري بين افراد الاسرة.
٣-لعبت الحكاية دورا بارزا في نقل الثقافة المجتمعية والحفاظ على اللغة العربية ومصطلحات اللهجة العامية المستمدة اصلا من الفصحى.
والسؤال الاخير حول اسباب اختلافات الحكايات الشعبية من منطقة الى أخرى .
وإجابتي بأنني أؤمن تماما بإن اللغة العربية هي المنبع والاصل ، كما اؤمن بإن الترابط الانساني الثقافي ممتد وأصيل، فمثلما اثرت الحضارة اليونانية على العرب كذلك اثرت الحضارة العربية والاسلامية على مختلف الحضارات والشعوب التي تلتها، واعتقد ان الحضارات والاديان كلها منبعها من الشرق، فمن العراق سومر وبابل، ومن سوريا اشور وكلدان، ومن مصر الفراعنة، ومن اليمن عاد وثمود وسبأ، ومن فلسطين خرجت المسيحية، ومن مصر خرجت الشريعة اليهودية، ومن الجزيرة العربية ظهر الاسلام، لذلك أجزم إن اصل الحكايات مشرقية عربية ومن مختلف الاقطار العربية، وانتقلت من قطر الى اخر، حتى وصلت الى الغرب، من شرقنا وصلت الى اوربا وبالتحديد من الاندلس ، ووصلت الى العالم كله من العراق مهد الحضارات ومبدع الكتابة.

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *