انوار النبوه وبحور علم ال البيت وكنوز الايمان كانت سبب قدوم اولياء الله الصالحين لمصر من المغرب … كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
سببا لقدوم اولياء الله الصالحين لمصر من المغرب … كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
كان لقدوم ستنا السيده زينب رضى الله عنها لمصر فى عام ٦١ هجريه خير وبركه لاهل مصر وكان هو الحدث الجلل والاهم فى تاريخ البشريه والانسانيه والإسلام والمسلمين وتاريخ مصر …
… فمن هى ستنا السيده زينب رضى الله عنها ؟
انها نور من انوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم… قال الله ” لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ” فالنور هو النبى صلى عليه وسلم وال بيته الطاهرين المطهرين ، والكتاب هو القرآن الكريم …
…فقد كانت السيده زينب رضى الله عنها مصباح من مصابيح الهدايه وباب من ابواب الرحمه والخير والبركه ، وكانت رضى الله عنها بحر من بحور العلم والحكمه والفهم والادراك والبصيره …..
….وكانت مصدر من مصادر التقوى والايمان….
… وكانت عونا للمحتاجين ، ورمزا للشجاعه والاقدام والصبر والتحمل على حمل المصائب والمحن التى مرت بها والتى لايقوى على حملها الا اولى العزم من الانبياء ، فظلت رضى الله عنها طوال حياتها عابده لله محتسبه حتى لاقت ربها وهو عنها راض …
… انها السيده زينب رضى الله عنها الذى اقترن اسمها الطاهر بمجزرة كربلاء … وكانت رضى الله عنها تلقب ” بالسيده ، والغريبه ، والعقيله ، والعالمه غير المعلمه ، وصاحبة الشورى ، ورئيسة الديوان ، وام هاشم ، وام العواجز ، والحوراء ، وبطلة كربلاء “
… ولقب ام المصائب لانها عاصرت وفاة جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن بعده وفاة امها ستنا فاطمه الزهراء ثم مقتل ابيها الإمام على بن أبى طالب واستشهاد أخيها الامام ” الحسن بن على ” بالسم ، ومصيبه أخيها الإمام ” الحسين بن على “ومقتل ابنائها ” عون ، محمد ‘ معه فى مجزرة كربلاء امام عينيها …
… ولدت السيده زينب رضى الله عنها فى المدينه المنوره فى شهر شعبان بعد مولد شقيقها الحسين بسنتين وقبل وفاة جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات فعاشت مهد اشراق النبوه وقد سماها رسول الله ” زينب ” على اسم ابنته ، وقد تزوجت من ابن عمها الإمام ” عبدالله ابن جعفر ” وكان فارسا شهما نبيلا كريما ، واشتهر بلقب ” قطب السخاء ” وهو اول طفل ولد للمسلمين فى هجرة المسلمين الاولى بارض الحبشه، وكان يكبر السيده زينب بخمس سنوات ، ،ورزقت منه باولادها ” جعفر ، وعلى ، وعون الكبير ، ام كلثوم ، ام عبدالله ” ….
…كيف حدثت مجزرة كربلاء عندما تخلى اهل الكوفه عن نصرة سيدنا الامام الحسين سيد شباب اهل الجنه رضى الله عنه ضد ” يزيد بن معاويه ” الذى كان يريد اخذ الخلافه منه والبيعه
لنفسه …
والتى بدات عندما خرجت السيده زينب رضى الله عنها مع اخيها الامام الحسين وكل ال بيت النبى سرا من المدينه المنوره متجهين الى الكوفه بعد ان دعوهم للقدوم ووصلتهم منهم رسايل لنصرتهم ضد الامويين ، الا انهم تخلوا عنهم عمدا فشهدت مجزرة كربلاء استشهاد اخيها الامام الحسين وابنيها ” عون ، محمد ” فى المعركه ومعهم ٧٣ من ال البيت والصحابه وابناء الصحابه…..وكان هدفهم هو التخلص من كل ال البيت وقتلهم جميعا فلا يبقى منهم احدا …ونسوا قول النبى صل. الله عليه وسلم ” كل مقطوع نسبه وسببه الا نسبى وسببى ونسب من انتسب بنسبى “
والامر الذى ليس له تفسير انهم لم يكتفوا بقتل سيدنا الحسين بل انهم مثلوا بجسده الشريف وقطعوا الراس عنه …. وهم يعلمون من هو سيدنا الحسين ونسبه وقدره ومكانته ويعلمون ان جده هو النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم …المرتجى شفاعته يوم القيامه … ” يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم ” … ويعلمون انه لن تفتح ابواب الجنه الا له ولن يبدأ الحساب الا بدعوتك ، ولن يدخل الجنه خلفه الا من امن به من الامم السابقه فهو المدون اسمه باحمد فى كتبهم ، وكل من آمن به واطاعوه واتبعوه باحسان بعد بعثته …
…فويل لكل من أقدم على قتل سيدنا الحسين وويل لك من مثل بجسده الشريف وويل لكل من قطع راسه ، وويل لكل من تخلوا عن نصرته من اهل الكوفه اللذين تركوه وحيدا فى مجزرة كربلاء ليذوق مرارة نقضهم العهود والمواثيق وغدرهم وخيانتهم من اجل حكم زائل وعذاب دائم ..
وفى مجزرة كربلاء وقعت ستنا السيده زينب رضى الله عنها وما تبقى معها من ال البيت أسيره ….
وفى عام ٦١ هجريه امر يزيد بن معاويه بإخراج ستنا السيده زينب بنت الإمام على بن ابى طالب كرم الله وجه خارج حدود المدينه المنوره طالبا منها ان تختار لها بلدا تسكن فيه ،، فقالت ” أاترك بلد ابى وجدى ” فقال لها عبدالله بن عباس ” يا ابنة بنت رسول الله ” اذهبى الى مصر ، فإن فيها قوما يحبونكم فى الله ، ويحبونكم لقربتكم لرسول الله ، فان لم تجدى أرضا تسكنيها هناك ، فستجدين قلوب المصريين لك وطنا
…فاختار الله لها مصر سكنا ومقام ، كما اختار الله لجدها المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة سكن له ومقام ، وقد احبها اهل مصر حبا شديدا ….وقد كان استقبال اهل مصر لستتا السيده زينب رضى الله عنها وراس الأنام الحسين وال البيت والصحابه وأبنائهم استقبال عظيم فقد خرج اهل مصر كلها للترحيب بها وكان معهم والى مصر ان ذاك سيدنا مسلمه ابن مخلد الانصارى رضى الله عنه الذى اسكنها الديوان وكان يشاورها فى كل امور الولايه … والجدير بالذكر فى هذا المقام ان الهجره تمت فى التاريخ الاسلامى مرتين ، الاولى هجرة النبى وال البيت والصحابه من مكه المكرمه للمدينه المنوره … والثانيه هى هجرة ال البيت من المدينه المنوره لمصر .. وكان القاسم المشترك فى الهجرتين هى المدينه المنوره والانصار ….
وقد توفيت ستنا السيد زينب بعد عام واحد من قدومها الى مصر فى يوم ١٤ رجب عام ٦٢ هجريه …ودفنت فى بيت الوالى مسلمه بن مخلد الانصارى ، والذى تحول إلى ضريح لها ومسجد كبير باسمها …وقد اكتمل لمصر نورها ومجدها وفازت دون غيرها من بقاع العالم بمقام ستنا السيده زينب وراس سيدنا الامام الحسين ، وبعلوم ومعارف ذرية ال البيت ، وختم الله لمصر بمقام السيده زينب رضى الله عنها بمكانه عظيمه وشرف كبير ، كما ختم الله الرسلات والانبياء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم … فقد كانت مصر مهد الاديان ومهبط الرسالات عاش عليها الانبياء والرسل ، وكلم الله فيها سيدنا موسى ، وتجلى الله على ارضها فى طور سيناء ، واغرق الله فيها فرعون وهمان وجنودهما ، واهلك الله على ارضها الطغاه والمستبدين ، وكسر الله فيها شوكة المتكبرين والغزاه ، مصر التى دفن فى ترابها الاولياء الصالحين ، مصر التى سكنها ال بيت النبوه الكرام… ولن نبالغ اذ قلنا ان العيش على ارض مصر عباده … وحب أهل مصر عباده .. والذود عن مصر والدفاع عن ترابها عباده …. والموت فى سبيل مصر اعظم درجات الشهاده .. وقد دعت ستنا السيده زينب لمصر قائله … اللهم اطعمهم كما اطعمونا ، وامنهم كما امنونا …والسيده زينب رضى الله عنها هى من اجل اهل بيت النبوه الكرام حسبا واعلاهم نسبا وقدرا فهى شقيقة من هى شقيقة الإمام ابى محمد الحسن ، والإمام ابى عبدالله الحسين رضى الله عنهما ..وهى اول اهل بيت النبى نزولا لمصر …وقد ختم الله بها لمصر الفضل كله والمكانه والعلو والدرجه الرفيعه وتمم بنورها لمصر نور من انوار النبوه ، وتمم بها لاهل مصر الايمان والامن والامان … لذا بدات بدعوة خاصه من النبى صلى الله عليه وسلم هجرات متتاليه لمصر لاولياء الله الصالحين ولكل من اشتاق لانوار حضرة النبى وانوار ال البيت وفيوضات العلم والمعرفه ، كما اذن سيدنا إبراهيم فى الناس بالحج فكل من سمع نداءه فى الارحام لبى الدعوه وحج البيت الحرام …وان من اكثر القادمين لمصر والمحبين والمريدين لها واللذين استجابوا لنداء من أولياء الله الصالحين والعلماء واهل التقوى والايمان هم المغاربه اللذين تلالات بتقواهم وبحور علمهم مصر وقد قدموا الى مصر باعداد كبيره .. فاصبحت مصر لهم قبله و منارة ومقصد …. وقد استقبلهم اهلها بالحفاوة والموده والحب ورحبوا بهم وعاشوا معهم وتزوجوا منهم فامتزجوا معا فاصبحوا نسيجا يشع بالنور والتقى والهدى والايمان ، فكانت مصر لهم نسبا وصهرا ..
وقد عجزت سطور التاريخ من حصر أولياء الله الصالحين المغاربه من كثرة اعدادهم ، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر …
…. ” سيدي أحمد البدوي” الذى ولد بمدينة فاس بالمغرب عام ٥٩٦ واخذ العلم من كل من العارفين بالله ” الكيلاني والرفاعى ” وقدم لمصر واستقر بمدينة طنطا وله مقام وضريح ومسجد كبير باسمه ، وتوفى رضى الله عنه فى عام ٦٧٥ هجريه وقد حلت بالبلاد بركاته واشتهرت كراماته …..
…… ” سيدى ابي الحسن الشاذلى الشريف الحسنى تقي الدين على بن عبد الله المغربى ” شيخ الطريقة الشاذلية ، ولد ونشأ بالمغرب الاقصى واخذ الطريقة عن شيخه العارف بالله سيدى ابى محمد عبد السلام بن مشيش ، وفى ” شاذلة ” كان بداية ظهور ابى الحسن ، وخرج منها مرتحلا فى ديار الإسلام ، ثم استقر به المقام في ثغر الاسكندرية ، واخذ عنه الطريقة من المصرين عددا لا يحصى ، وكان يحضر مجلسه بالثغر ، أئمة كبار العلماء ، منهم سلطان العلماء العز إبن عبد السلام ، والحافظ الزكى المنذرى ،
وقد توفي القطب أبو الحسن الشاذلي فى أوائل ذى القعده عام ٦٥٦ هجريه وهو في طريقه إلى الحج بعيذاب ، ودفن هناك وله مقام وضريح ومسجد باسمه ومزار ياتيه المحبين من الصالحين من كل بقاع الدنيا …….
……. والاسكندرية عامره بكثير من منازل واضرحة ومقامات ومناقب الشيوخ المغاربة اللذين عرف عنهم التصوف والزهد والصلاح هم وذويهم ومريديهم… وهى مازلت قائمه وموجوده حتى الان ……
….. ونذكر منهم ( ١ ) حى الطرطوشى وهو من اكبر احياء الثغر بالاسكندريه ، ويوجد به مقام الفقيه المالكى الإمام ، العارف القدوة ” أبى بكر الطرطوشى محمد بن الوليد الفهرى الأندلسي ، والذى نزل بالاسكندرية ، فكان امامها العالم الصدر ، القدوة فى ورعه وتقواه ، وفي زهده وعزوفه عن جاه الدنيا وأهلها وقد قدم اليه طلاب العلم لينهلوا من علمه من مصر والمغرب ، وعاش سبعين عام وتوفى عام ٥٢٠ هجريه بالإسكندرية ، وترك خلفه فيها صفوة من تلاميذه واصحابه الاجلاء….
….. ( ٢ ) وفى حي الشاطبى منزل ” الشاطبي الزاهد” ، ابى عبد الله محمد بن سليمان بن محمد المعافرى الذى نزل بالاسكندريه واشتهر بالعبادة والزهد ، وقصده الناس للتبرك والمعرفة ، عاش بضعا وثمانين سنة وتوفى بالإسكندرية عام ٦٧٢ هجريه ومازال ذريته باقون بالاسكندريه الى اليوم … .
…… في ثغر الإسكندرية ا يضا مقام ( ٣ ) ” سيدى ابى العباس المرسى الاسكندرى ، أحمد بن عمر الانصارى المالكي” وكان من اجل أصحاب القطب ابى الحسن الشاذلى ، أخذ عنه الطريقة ولازمة في السفر والاقامة، وخلفه من بعده…. وكان له مجلس عظيم حافل بالمعارف والحقائق ، مع تدريسه لطلبة العلم عدد من امهات كتب المالكية ، وقد
توفى ابي الحسن المرسى عام ٦٨٣ وله مقام وضريح ومسجد كبير باسمه بالاسكندريه ….
ومن مريديه الاولياء ” الشيخ ياقوت العرش ، والتاج ابو العباس ابن عطاء الله الاسكندرى المالكي الشاذلي ، له العديد من المؤلفات فى التصوف ……
……..ويوجد بمقطم مصر مثوى الكثير من أولياء الله الصالحين والعلماء ، العارفين العاملين النبلاء المغاربه ..وقال سيدنا عمر بن الخطاب عن المقطم انه بقيع مصر ….. ونقول تراب ارض مصر كلها بقيع لانه لايوجد شبر واحد بها والا دفن فيه احد الاوليا والصالحين والعارفين والعلماء والشهداء واهل الفضل والتقوى والايمان ……
…. بمقطم مصر مقام كل من
( ١ ) ” ابى القاسم الشاطبى المقرئ الامام ” ….
( ٢ ) والشيخ الاغماتي ” ابى محمد عبد الله بن اسماعيل بن أبي بكر الكنانى المغربى الذى نزل مصر وهو الفقيه المالكى الولى الصالح وقد توفى غريقا في النيل عام ٥٩٥ هجريه ودفن بسفح المقطم …..
…. ( ٣ ) مقام الشيخة الصالحة ” ام عبد الكريم فاطمة بنت الشيخ الاجل الفاضل ابى الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الانصاري البلنسى درست على يد كبار العلماء واجازها شيوخ من البغداديين والاصبهانيين والخراسانيين ، واهتم والدها رحمه الله بتعليمها وقد تجردت للعلم والعبادة ” وأخذ منها الكثير من الكبار العلم والمعارف ” وممن اجازته فى العلم الحافظ الزكي المنذرى وقد توفت بمصر عام ٦٠٠ هجريه ودفنت بسفح المقطم ….
….( ٤ )
وممن دفن بسفح المقطم من اولياء الله الصالحين من المغاربه ” الشيخ أبو العباس البصير ، احمد بن محمد بن عبد الرحمن الانصارى الأندلسى ” اقام بالقاهرة زاهدا متعبدا ، يقرئ القرآن بالسبع قراءات ، وقد اجاز بها سبعة آلاف مقرئ من أهل مصر وتوفى عام ٦٢٢ عدهجريه عن عمر يناهز ٦٣ عام …..
…… ( ٥ )
كما دفن بسفح المقطم العارف بالله “إبن النعمان التلمساني ثم المرسى ، أبو عبد الله محمد بن موسى بن النعمان ” المالكى الفقيه الزاهد القدوة توفى فى شهر رمضان عام ٦٨٣ هجريه وكان فى دفنته امم من الناس …..
……. ( ٦ )
ودفن بسفح المقطم العارف بالله ” ابو محمد ابن ابى حمزة المرسى المالكي وكان من سليل بيوت العلم والجلالة بالأندلس قدم لمصر وعاش بها وعرف بفضله ونبله وتعففه ، وعزوفه عن أهل الدنيا وكان قويا فى الحق ولا يخشى في الله لومة لائم وقد توفى بمصر عام ٦٩٥ هجريه وضريحه ومقامه معروف ودفن فى جواره تلميذه الحافظ ابو الفتح ابن سيد الناس اليعمرى الاشبيلي ، المصري مولدا ودارا ووفاة ، شيخ المدرسة الظاهرية بالقاهرة الذى توفى عام ٧٣٤ هجريه …..
……
اما صعيد مصر فانها عامره بمرقد واضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين الأبرار المغاربه ، طيب الله ثراهم ومن اشهرهم :
( ١ ) ” سيدي عبد الرحيم القنائى ” الشريف الحسني عبد الرحيم بن أحمد بن حجون السبتي المالكي” قطب الوقت وشيخ شيوخ الإسلام وإمام العارفين الاعلام ، تعلم بالمغرب على يد شيخه القطب ابا يعزى ، ثم رحل إلى مكة المكرمة ومكث بها سبع سنين ، ثم نزل بعدها إلى مصر حيث اقام ببلدة قنا ، من الصعيد الاعلى . وفيها عرفت مناقبه وظهرت كراماته وذاعت شهرته ، قال عنه الحافظ الزكي المنذوري بانه تعلم على يده صفوه من الصالحين بصالح أنفاسه ، وكان مالكي المذهب …
….وقال عنه ” الكمال جعفر الأدفوى ، وهو مؤرخ الصعيد ” ان إقامته كانت من رحمة الله بالصعيد وأهله ، فقد اغترفوا من بحر علمه وفضله وانتفعوا ببركاته وأشرقت أنوار قلوبهم لما أدخلوا في خلواته . اتفق أهل زمانه على أنه القطب المشار إليه والمعول في الطريق عليه ، لم يختلف فيه اثنان ، ولا جرى فيه قولان” وقال عنه ان ” كرامات سيدي عبد الرحيم مستغنية عن التعريف تكثر عن أن يسعها تأليف أو يقوم بها تصنيف ، ذكر الناس منها ما يشفى الغليل ويبرئ العليل ، فاكتفيت منها بالقليل ،
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وحفظه الله تعالى في ذريته الصالحة وتوفى ودفن فى ضريحه وفى مسجده المسمى باسمه بقنا عام ٦٥٥ هجريه ….
ومن ذرية سيدى عبد الرحيم القنائى من الاولياء
( ١ ) ” محمد بن الحسن بن عبد الرحيم القنائي ، السيد الشريف الفقيه” الذى جمع بين العلم والعبادة والورع والزهد ، وكان من فقهاء المالكية ويقرئ المذهب الشافعي ، انتفع بعلمه خلق كثير – وقد توفى فى عام ٦٩٣ هجريا .
( ٢ ) الضياء جعفر بن محمد بن عبد الرحيم ، أبو الفضل السبتي الأصل القنائي نخبة العصر ذو النسب الطاهر والشرف الظاهر . فقيه شافعي أصولي أديب شاعر ناثر كريم السجايا . تفقه بالبهاء القفطي والمجد القشيري، وسمع من أصحاب السلفي والرشيد العطار . وأقام يفتى نحوا من خمسين سنة ، وولى القضاء بقوص، ووكالة بيت المال بالقاهرة ودرس ، بالمشهد الحسيني. وحدث ، سمع منه القطب الحلبي وأثير الدين أبو حيان، وتخرج على يديه صفوه من الأعيان، وكان يقال عنه إنه يصلح للخلافة لكماله فضلا ونبلا ….
…..ومن تلاميذ سيدى عبد الرحيم القنائى ومريديه ، وأجلهم عنده ” الشيخ أبو الحسن ابن الصباغ القوصي، على بن حميد بن إسماعيل” سر الشيخ وخليفته وزوج ابنته الشريفة ، وقد صحبه صفوه من العلماء منهم الشيخ الفقيه مجد الذين ابن دقيق العيد ، والد التقي فتح الدين “
وقد توفى الشيخ أبو الحسن ابن الصباغ في شعبان عام ٦١٢ هجريه ودفن برباطه في قنا ….وخلفه أجل أصحابه ” ابو يحيى بن شافع القنائى ” والذى صحب الشيخ أبا الحسن ابن الصباغ وتزوج بنته وكان له كرامات استفاضت وأحوال اشتهرت ومعارف بهرت وقد تعلم على يده صفوة العلماء منهم يوسف بن محمد بن على بن أحمد الهاشمى الذى قدم من المغرب واقام فى قنا وقد توفى ابويحيى بن شافع الصباغ عام ٦١٩ هجريا …..
واخيرا نذكر البوصيري المغربي الأصل المصري المولد والدار والوفاة … صاحب بردة البوصيرى .. والى هنا نصل لنهاية رحلتنا التى طفنا بها مع أولياء الله الصالحين المغاربه والتى عرفنا منها مدى تقواهم وورعهم وزهدهم وقوة علمهم وقربهم من الله وحبهم للنبى محمد صلى الله عليه وسلم ولال البيت وستنا السيده زينب والذى كان وجودها بمصر سر قدومهم لمصر وبقائهم فيها مع أهلها فكانت لهم موطنا ودارا وسكنا ومقاما…..