السيد خيرالله: البلاليص في زمن الفيسبوك .. عفوا نفذ رصيدكم !!

السيد خيرالله: البلاليص في زمن الفيسبوك .. عفوا نفذ رصيدكم !!

في زمن مضى، كانت العقول تُقدّر، والكفاءة تُحترم، وكان الطريق إلى المواقع القيادية والمناصب يمر عبر العلم والخبرة والاحترام المتبادل. أما اليوم، فنعيش زمنًا غريبًا… زمن “البلاليص”.

البلاليص، ذلك التعبير الشعبي الساخر الذي يصف الأشخاص الذين يظهرون فارغين من الداخل، بلا فكر، بلا رؤية، بلا قيمة مضافة… فقط ضوضاء، حضور فارغ، وثرثرة لا معنى لها. تجدهم في كل مكان: على الشاشات، في الاجتماعات، داخل المؤسسات، بل وأحيانًا في مواقع اتخاذ القرار!

زمن البلاليص هو زمن اختلال المعايير
فيه يتقدم من لا يستحق، ويتصدر المشهد من لا يملك أي مؤهلات سوى قدرته على التطبيل أو الظهور، أما أصحاب الفكر والعمل الصامت والإبداع الحقيقي، فهم في الصفوف الخلفية، يُطلب منهم أن يصفقوا للبلاليص!

زمن البلاليص هو زمن التزييف
نعيش فيه واقعًا مزخرفًا بالكلام الرنان واللافتات الفارغة، وتغيب فيه الحقيقة خلف فلاتر “الترند” و”السوشيال ميديا”، والفيسبوك ، حيث يكفي أن تصرخ كثيرًا لتُحسب مؤثرًا، وأن تُجيد المجاملة لتُحسب خبيرًا.

زمن البلاليص خطر حقيقي على المستقبل
لأن استمرار تلميع الفارغين يقتل الطموح لدى الكفاءات، ويزرع اليأس في نفوس المجتهدين، ويُرسّخ في الأذهان أن النجاح لا يحتاج إلى تعب، بل إلى علاقات ومظاهر.

والبلاليص والهجاصون هم يا سيدى شراب يشبه «الفخفخينا» من حيث تداخل عناصر متعددة فى صناعته، لكن تختلف أيدى صانعيه.. «الفخفخينا» يصنعها الحاج فرغلى بتاع العصير، والهجص تصنعه مجموعة من الحجاج والأسطوات منحهم القدر فى لحظة ضعف مناصب ادارية وسياسية، ولأن عقولهم خاوية، وبصيرتهم السياسية لم تفلح معها علاجات العيون أو الضمائر، لا يحصل المصريون منهم فى الليل أو النهار سوى على الهجص.. هجص على شكل كبسولات إعلامية، وهجص على شكل أقراص سياسية مخدرة ومهدئة.. هذا فقط ما يستطيع أن يقدمه هجاصون بلا مؤهلات ثقافية أو فكرية، وسياسيون بلا خبرة أو وطنية، مجموعة من الأكاذيب والفبركات والوعود التى تضمن لهم بقاء جماهيريًا دون أى فعل حقيقى على أرض الواقع، ومن هنا أطلت علينا حقيقة السنوات الأخيرة فى عمر مصر المحروسة بشعار «إحنا فى زمن البلاليص

ولكن…
مهما طال زمن البلاليص، لا بد أن يفيق الناس، ويعودون إلى الأصل: أن القيمة في المضمون، لا في الغلاف. وأن الوطن لا يُبنى بالكلام، بل بالعقول والضمائر.

فلنُسمِّي الأشياء بأسمائها، ولنرفض تزييف الواقع، ولنمنح الاحترام لمن يستحق، لا لمن يصرخ بصوت أعلى.

عفوًا أيها البلاليص… انتهت صلاحيتكم.

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *